/ الفَائِدَةُ : (21) /
14/07/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / الْعَالَمُ الْعَقَلِيّ أَفضل ما ناله العباد / إِنَّ ما ورد في بيان سَيِّد الْأَنْبِيَاء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ : « ما قسَّم الله للعباد شيئاً أَفضل من الْعَقْل ، فنوم الْعَاقِل أفضل من سهر الجاهل ، وإِقامة الْعَاقِل أَفضل من شخوص الجاهل ، ولا بعث الله نبيّاً ولا رسولاً حتَّى يستكمل الْعَقْل ، ويكون عَقْله أَفضل من جميع عقول أُمَّته ، وما يضمر النبيُّ في نفسه أَفضل من اجتهاد المجتهدين ، وما أَدَّى العبد فرائض الله حتَّى عقل عنه ، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ الْعَاقِلُ ، والعقلاء هم أُولوا الألباب ، الَّذين قال الله تعالى : [وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ](1) » (2)برهانٌ وحيانيٌّ دالٌّ على أَنَّ الْعَالَم الْعَقَلِيّ لا يوجد أَفضل وأَكمل منه مِمَّا ناله العباد ، فبحسب طبقات وجودهم أَكمل عَالَم يتواجدون فيه هو الْعَالَمُ الْعَقَلِيّ ، وهذا يعني : أَنَّه أَعظم من عَالَم الأَبدان ، وعَالَم النَّفس والرُّوح ، وعَالَم الجنَّة والحور العين والقصور والغرفات ، وَهَلُمَّ جَرّاً. ومن ثَمَّ استفاد جملة من المحققين منهم الشيخ الصدوق في اعتقاداته من هذا البيان وغيره : أَنَّ جزاء الجنَّة الأُخرويَّة فضلاً عن جزاء عَالَم البرزخ وعَالَم القيامة ليس جزاء للمعارف والعقائد الحقَّة ؛ وإلَّا لزم أَن يكون المفضول جزاءً للفاضل ، وهو باطل بالوجدان ، بل جزاؤها أَعظم . وهذا ما تُشير إِلَيْه بيانات الوحي الْمَعْرِفِيَّة ، منها : 1 ـ بيان قوله تعالى : [وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ](3) . 2ـ بيان قوله تقدَّس ذكره : [فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ](4). وَمِنْ ثَمَّ ورد في بيانات أَهْل الْبَيْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ، منها : بيان الامام الباقر صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْه : « إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لا يوصف ، وكيف يوصف وقال في كتابه : [ وما قدروا الله حق قدره ] (5) فلا يوصف بقدر (ة) إِلَّا كان أعظم من ذلك ، وإِنَّ النبي صلى الله عليه وآله لا يوصف ، وكيف يوصف عبد احتجب الله عَزَّ وَجَلَّ بسبع وجعل طاعته في الارض كطاعته في السماء ؛ فقال : [ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ] (6) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ، ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه ، وإنا لا نوصف ، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس ؛ وهو الشك والمؤمن لا يوصف ... »(7)؛ أَي : إِنَّ صفة إِيمانه لا يدرِك وصفها إِلَّا الله سبحانه وتعالى فكيف بما هو فوق ذلك!! وصلى الله على محمد واله الاطهار . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) البقرة : 286، في المصدر : [وَمَا يتَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ]. (2) أُصول الكافي ، 1 / كتاب العقل والجهل / 12 /ح11 . (3) آل عمران : 15. (4) القمر : 55. (5)الحج: 73. (6) الحشر: 7. (7)بحار الانوار ، 73 : 30 /ح26 . الكافي ، 2 : 182